روسيا وإسرائيل … كيف سيؤثر الخلاف بينهما على سوريا؟

سؤال طرحه هجوم إسرائيل الأخير على مواقع سوريّة في جنوب دمشق، تعود لميليشيات تابعة لإيران. عن مدى تأثير هذا الهجوم على العلاقات بين روسيا وإسرائيل، وخاصة بعد البيان الصادرعن قمة طهران  في 19 يوليو الذي أدان في الفقرة 12 من نصه، الهجمات الإسرائيلية العسكرية المتتالية على سوريا، بما في ذلك تدمير البنى التحتية المدنية.

وقد صدر بيان قمة طهران في ظل الأجواء المتوترة، بسبب موقف تل أبيب من الحرب الروسية الأوكرانية،

حيث تراوح موقف إسرائيل بين الحياد، حيث أنها عرضت أن تلعب دور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، وقد سعى إليه رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت، بعد اندلاع الحرب الأوكرانية ، وبين التضامن مع كييف، الذي عبر عنه لبيد ، لكن الخلاف تصاعد علنيا في 26 يوليو.

خلاف روسيا وإسرائيل وقمة طهران

ولقد كان اجتماع  الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين مع رجب طيب أردوغان وإبراهيم رئيسي في طهران. للرد على عودة أمريكا إلى منطقة الشرق الأوسط،  في ظل الحرب الأوكرانية، و الانقسام الدولي حولها. من خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتل أبيب والضفة الغربية. وبعد ذلك جدة حيث التقى الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ثم رؤساء دول الخليج العربي وزعماء مصر والعراق والأردن. وتم تخصيص الجزء الأكبر من اجتماع طهران، لبحث الأوضاع في سوريا، وحل الخلافات على أراضيها، بين روسيا وإسرائيل وإيران، ومنها هجمات إسرائيل المتواصلة على الميليشيات التابعة لإيران فيها.

لا تخفي إيران منذ سنوات انزعاجها من روسيا، والسبب أن موسكو لا تلعب دورا داعما، في مواجهة الضربات الإسرائيلية، لمواقع الميليشيات التابعة لإيران، ومخازن الأسلحة التي ينقلها الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا، سواء، لتصل إلى حزب الله في لبنان، أو من أجل مساعدة الميليشيات التابعة له من تهديد إسرائيل، عبر الحدود بين الجولان والقنيطرة الجنوبية.

ولقد قامت إيران، بنقل هذا الانزعاج إلى قيصر الكرملين مرات عديدة، بينما كانت روسيا ترد أن مهمة القوات الروسية في سوريا محاربة الإرهاب، و مساندة النظام السوري ولا تحارب روسيا وإسرائيل بعضهما .

هجمات إسرائيل على مخازن الأسلحة الإيرانية في سوريا

نتابع موضوع مقالتنا، عن تأثير الخلاف بين روسيا وإسرائيل على سوريا.

اعتبر أقطاب قمة طهران أن هجمات إسرائيل، تعد انتهاكا للقانون الإنساني والدولي. وسيادة الدولة السورية، ووحدة أراضيها، ولقد جاء في فقرة البيان المتعلقة، بالهجوم الإسرائيلي على أنه يزيد. من حدة التوتر في المنطقة، ويزعزع الاستقرار.

وكذلك أكدوا ضرورة تطبيق القرارات الدولية والالتزام بها، بما في ذلك الأحكام، التي وردت في قرارات منظمة الأمم المتحدة الرافضة، للوجود الإسرائيلي في الجولان السوري.

ولم يمر ثلاثة أيام على قمة طهران، حتى قامت اسرائيل، بضرب مواقع تابعة الحرس الثوري الإيراني. قرب مقام السيدة زينب الديني، وهو مقام ديني تاريخي يتواجد فيه الوجود الإيراني، بكثافة منذ عام 1912، وقد تم التوسع في أبنيته ومن بينها مواقع للميليشيات.

مداهمة الوكالة اليهودية في موسكو بعد توتر العلاقات  بين روسيا وإسرائيل

زاد الخلاف بين روسيا وإسرائيل، عندما صرح لبيد بأن حرب روسيا على أوكرانيا هو انتهاك للنظام العالمي، فقامت السلطات الروسية بمداهمة مقر الوكالة اليهودية، في موسكو وتفتيشها.

ووفق وكالة رويترز، صرح دبلوماسيون لهم علاقة بموسكو أن وزارة العدل في روسيا، قامت بالمداهمة بسبب اتهامات للوكالة اليهودية، بأنها تقوم بتسهيل هجرة اليهود في العالم إلى إسرائيل، حيث أنها تقدم اغراءات للعلماء اليهود في روسيا حتى يهاجروا إلى تل أبيب، مما أثار الخلاف بين روسيا وإسرائيل، حيث قامت موسكو ، بتجميد نشاط الوكالة، التي قامت وزارة العدل، بإحالة قضيتها إلى المحكمة للنظر في طلبها ووقف عملها في روسيا قريبا.

ومعظم الخبراء رأوا أن هذه الخطوة جاءت ردا على موقف لبيد، الذي تحدث عن الحرب الأوكرانية الغير مبررة. بعد زيارة بايدن لإسرائيل، بينما لا تلتزم  تل أبيب أحيانا بالعقوبات الأمريكية الغربية على روسيا. وأحيانا أخرى تعلن بعدم السماح، بانتهاك العقوبات المفروضة على موسكو.

وأيضاً يوجد تسريبات، أن إسرائيل قدمت أسلحة لأوكرانيا، وأن بعض الإسرائيليين يقاتلون مع القوات الأوكرانية، ضد الجيش الروسي.

روسيا تضغط على إسرائيل في سوريا

صرح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أن نيران روسية مضادة للطيران، أصابت طائرات اسرائيلية عسكرية فوق الأراضي السورية. في 13 مايو الماضي، لكنها أخطأت الهدف، وكانت هذه المواجهة الوحيدة بين إسرائيل وروسيا .

إن من يعرف طبيعة العلاقات الروسية الإسرائيلية وخاصة في سوريا، يرجح ألا ينعكس الخلاف بينهما على الميدان السوري. بشكل نهائي، وذلك بسبب حاجة الدولتين إلى بعضهما ميدانيا، ومعظم غارات إسرائيل. بسبب معلومات استخبارية تحصل عليها تل أبيب من مصادر سورية، وحين تنفذ إسرائيل هذه الغارات تقوم بإبلاغ روسيا بها مسبقا.

اقرأ أيضا مقالة  أفريقيا … ماذا تحصد من زيارات ماكرون ولافروف؟