كيف عاقبت روسيا صاحب أشهر صورة بالحرب العالمية؟

التقط  المصور الفوتوغرافي السوفيتي “يافجني خالدي”، خلال الأيام الأخيرة لألمانيا أثناء حكم النازيين، صورة اعتبرت من أشهر الصور في الحرب العالمية الثانية.

فقد قام خالدي بعدسة كاميرته التي تسلح بها بالتقاط صورة لعسكري سوفيتي، وهو يرفع علم الاتحاد السوفيتي فوق مبنى الرايخستاغ، أي مجلس النواب الألماني في العاصمة برلين.

وقد جسدت هذه الصورة حينها هزيمة ألمانيا النازية، وسقوط نظام “أدولف هتلر” الذي حكم البلاد، وأدار شؤونها منذ عام 1933.

إنجازات المصور الفوتوغرافي السوفيتي يافجني خالدي طوال فترة الحرب العالمية الثانية

كان المصور الفوتوغرافي السوفيتي “يافجني خالدي”، وهو الذي ولد يوم 23 آذار 1917 في مدينة دونيتسك، يباشر عمله في مجال الصحافة والتصوير في صحيفة تاس السوفيتية، وهو في 19 عشر من عمره، وفي الحرب العالمية الثانية حقق “يافجني خالدي” إنجازات رائعة في مسيرته فطوال فترة الحرب، كان يرافق الجيش السوفيتي، وكان يلتقط صوراً هامة جداً لقوات الجيش الأحمر، وهم في الجبهة، وكان حاضراً في نهاية الحرب محاكمات نورمبرغ، حيث مثل أثناءها أمام القضاء بعض كبار قادة النظام النازي.

وعندما بلغ 28 من عمره شاهد المصور السوفيتي “يافجني خالدي” صورة فوتوغرافية التقطها المصور الأمريكي “جو روزنتال” لعدد من الجنود الأمريكيين، وهم يرفعون علم الولايات المتحدة فوق إحدى هضبات جزيرة إيو جيما (Iwo Jima)، بعد المعارك الطاحنة بين القوات الأمريكية والقوات اليابانية حول الجزيرة، لذلك قام “يافجني” بمراسلة عدداً من كبار المسؤولين السوفييت في الجيش الأحمر واقترح عليهم أن يلتقط صورة مشابهة، من أجل تخليد تضحيات القوات السوفيتية في معركة برلين.

أشهر صور الحرب العالمية الثانية

وقام المصور الفوتوغرافي السوفيتي يافجني خالدي يوم 2 مايو 1945 بالتقاط صورة لجندي سوفيتي.، وهو من أصول جورجية ويدعى “ميليتون كانتاريا”.، وهو يرفع علم الاتحاد السوفيتي فوق مبنى الرايخستاغ.، وبعد ذلك تداولت جميع وسائل الإعلام العالمية، تلك الصورة التي تحولت لأبرز وأشهر صور الحرب العالمية الثانية.

كما حقق المصور خالدي شهرة واسعة بعد تواجده في مؤتمر بوتسدام.، حيث التقط صورة مشتركة جمعت بين الزعماء الثلاث ونستون تشرشل وهاري ترومان وجوزيف ستالين.

تكريم المصور السوفيتي

وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، استمر المصور الفوتوغرافي السوفيتي “يافجني خالدي” في عمله.، كصحفي ومصور في صحيفة تاس حتى عام 1948 حيث طرد من عمله بسبب أصوله اليهودية.، حيث قاد النظام السوفيتي في تلك الفترة حملة بأوامر من “جوزيف ستالين”.، من أجل فرض حصار على اليهود القاطنين في الأراضي السوفيتية والتضييق عليهم . وفق وكالة رويترز.

واتجه خالدي عقب طرده من وظيفته للعمل في صحيفة  نقابية محلية، ومنع من التقاط صور لمشاهير يهود خلال ممارسة عمله الجديد.

وخلال الفترة التي تم فيها اجتثاث الستالينية استطاع يافجني خالدي أن يعمل  في صحيفة “البرافدا” عام 1959.،وطرد من عمله بحلول عام 1970، بسبب معاداته للسامية في تلك الفترة.

لقد عانى هذا المصور من أزمات نفسية جعلته يبتعد عن المجال المهني.، واعتمد هذا المصور الفوتوغرافي السوفيتي على مساعدات الأصدقاء، من أجل تلبية متطلباته.

وفي تلك الأثناء وعقب انهيار الاتحاد السوفيتي عاد المصور “يافجني خالدي” من جديد إلى الساحة العالمية .، ومع رحيل الشيوعيين، استعاد المصور السوفيتي مكانته، واستدعي عام 1995 لأحد المعارض.، حيث حظي باستقبال حافل وتم تكريمه على جهوده في تصوير وتخليد جهود الجنود السوفييت خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد 6 أشهر فقط على التكريم فارق المصور الفوتوغرافي السوفيتي يافجني خالدي الحياة، وهو في عمر 80 عاماً.

اقرأ أيضا مقالة : وميض قوي رصد في سماء كييف يثير غموضاً حول مصدره