سياسة

محمد السوداني والتحديات … هل سيقوم بتشكيل حكومة العراق؟

انتهت مشاورات قوى الإطار التنسيقي المستمرة، وأفضت إلى ترشيح محمد السوداني. لرئاسة الحكومة المقبلة، ولكنه يواجه تحديات عديدة، قد تمنعه من تشكيل وزارته.

تمخضت المحادثات عن ترشيح محمد الشماع السوداني، الذي لاقى قبولا واسعا عند أغلب الأحزاب السياسية. بعد انسحابات متتالية، لقيادات الصف الأول في الإطار التنسيقي، الذي تدعمه إيران.

وتؤيد القوى السياسية تولي السوداني رئاسة الحكومة العراقية الجديدة، وخاصة أن القوى السنية والكردية، تعتبر رئيس الوزراء، شأنا داخليا من النادر أن يتم التدخل فيه.

مقتدى الصدر يشير إلى رفضه ترشيح السوداني

يظهر موقف مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، في تلك الأجواء، الخصم التقليدي لقوى الإطار التنسيقي. فقد قام بإرسال تلميحات، تشير إلى رفضه ترشيح محمد السوداني، من خلال صورة نشرتها صفحة خاصة به عبر منصة الفيس بوك، باسم صالح محمد العراقي، عدا عن التعليقات الصادرة من قيادات التيار الصدري.

وسبب رفض الصدر للسوداني، أنه قيادي سابق في حزب الدعوة، وخلال السنوات السابقة، تسلم وزارات عديدة عن ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، وهذا يعني أن الحكومة الجديدة بفريقها الاستشاري والوزاري، ستكون قريبة من إيران وفق مايقول عنها سياسيون.

إن موقف مقتدى الصدر من ترشيح محمد السوداني، إلى الآن غير واضح، وهذا بسبب رغبة التيار الصدري بمعرفة إمكانية السوداني، وقدرته على اتخاذ القرارات وإثبات استقلاليته، دون أن يعود إلى الأحزاب عند تشكيل الحكومة.

و الإشارات التي قام الزعيم الصدري، بإرسالها هي رسائل ترهيبية، بضرورة تشكيل حكومة متوازنة، تتميز بقدر من المهنية والاستقلالية.

ووفق ما جاء في صحيفة CNN، إن الزعيم الصدري يفكر بطريقة أبعد، من ملف تشكيل الحكومة الجديدة، وإذا واجه مقتدى الصدر السوداني، فسيؤدي ذلك لزيادة شعبية الأخير، وسيكون بمقدوره تحقيق مكاسب من المعارضة.

لهذا المتداول حاليا هو ترك الأمور على طبيعتها، مع انتظار اللحظة المناسبة للتدخل. إما عبر التدخل السياسي أو عبر الجماهير بالادوات المتوفرة.

وظهرت الأجواء الشعبية والسياسية التابعة، للتيار الصدري رافضة ترشيح محمد السوداني، فمثلا، قام العشرات من التابعين لمقتدى الصدر يوم الثلاثاء، بالتظاهر، أمام منزل السوداني في العاصمة العراقية احتجاجا على ترشيحه.

ولقد كان نوري المالكي مرشحا لتسلم رئاسة الحكومة المقبلة بقوة قبل السوداني، ولكن التسجيلات المسربة التي قام بنشرها الصحفي علي فاضل، سببت توتر كبير مع التيار الصدري، لأنها وضعت قوى الإطار التنسيقي في حرج كبير، حيث أنها احتوت على اتهامات لأغلب الداعمين للمالكي.

من هو محمد الشماع السوداني؟

وُلِد محمد السوداني، عام 1970 في محافظة ميسان، وحصل على بكالوريوس في العلوم الزراعية، تسلم في السابق مناصب عديدة في الحكومة العراقية، مثل:

  • 2004 قائم مقام مدينة العمارة.
  • 2005 محافظ ميسان.
  • 2010 وزير حقوق الإنسان.
  • 2011 رئيس الهيئة العليا للمساءلة والعدالة وكالة .
  • 2014 وزير الزراعة وكالة، ورئيس مؤسسة السجناء السياسيين وكالة.
  • وتقلد أيضاً منصب وزير الهجرة وكالة، وإدارة وزارات المالية والشؤون الاجتماعية، والتجارة من عام 2014 إلى عام 2016 .

بالإضافة إلى ذلك،يعتبر السوداني من قيادات الداخل، ولم يعمل أبدا مع المعارضة في الخارج. وليس لديه إقامة غربية، ولم يسبق له أن تقلد أي منصب أمني.

ولانه كان قيادي في صفوف ائتلاف دولة القانون، الذي يرأسه نوري المالكي، استلم السوداني كافة مناصبه عن الائتلاف.

 التحديات التي ستواجه محمد السوداني

إن المشهد السياسي بترشيح محمد السوداني لرئاسة الحكومة العراقية، قد يواجه مزيدا من التصعيد بسبب غياب مقتدى الصدر عن هذا الترشيح.

وخصوصا أن السوداني محسوب على مجموعة نوري المالكي. وفي حال قرر تشكيل الحكومة، سيواجه تحديات وصعوبات عديدة، وفق خبراء ومحللين سياسيين.

إن أبرز الصعوبات التي ستقف في وجه السوداني، هو التيار الصدري. حيث لا تزال المؤشرات مقلقة جدا، حتى الآن، لكنها ستتضح في الأيام القادمة. هل سيرفض أو سيكون هناك موقف آخر.

والتحدي الأخر الذي سيواجه محمد السوداني، هو تشكيل الحكومة، فهل هو سيقوم باختيار الوزراء . أم سترشح الكتل أسماء عديدة ليختار منها ، وخاصة أن اختيار الكتل ستكون جميعها لأعضائها، ولن تكون من المستقلين. وبالتالي ستكون اختيارات السوداني حزبية.

اقرأ أيضا مقالة تشكيل الحكومة الجديدة في الكويت قريبا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة